المادة    
هناك نقاط مهمة ينبغي للداعية أن تكون نبراساً في طريق دعوته إلى الله:
  1. الإخلاص

    يجب علينا أن نراجع أنفسنا دائماً وكل حين في قضية الإخلاص، في هذا الأمر العظيم، فإنه النقطة الأولى في طريق الدعوة، التي لا يجوز ولا ينبغي أن نتجاوزها إلى ما بعدها إلا وقد تحققت، وهي أن تكون دعوتنا خالصة لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وإذا دعونا الى الله، ائتلفت القلوب بإذن الله تبارك وتعالى، وتحقق الخير.
  2. لا نستعجل النتائج والثمرات

    وحينئذٍ لا نستعجل النتائج والثمرات، لأننا ندعو إلى الله، والله هو الذي تكفل بقيام هذه الدعوة، فما علينا إلا البلاغ، ولسنا بأكثر في ذلك من الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً، قال تعالى: ((إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ))[الشورى:48] فلذلك لا نخطئ الطريق.
  3. لا نقيس عمر الدعوة بالزمن

    فلا نقول: لم يتحقق هدف الدعوة إلى الله كما تقول بعض الدعوات: مضى علينا كذا من الزمن ولم يتحقق الهدف، هذا لا يوجد عندما ندعو إلى الله، إنما يوجد المحاسبة والمراجعة، وإن دعونا إلى الله حقاً، وعلى المنهج الصحيح، فالثمرة متحققة ولابد ولو لم يكن من تلك الثمرة، إلا أننا دعونا إلى الله.
    هذه ثمرةٌ عظمى أننا عرفنا طريق ربنا -عز وجل- وسبيله، ودعونا إليه سواء استجاب لنا أحد أو لم يستجب، فلنا أسوةٌ بالأنبياء الكرام، الذين رآهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما قال: {رأيت النبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي ومعه الرهط، أو الرهيط، والنبي وليس معه أحد}.
    إذاً ليست المسألة حساباً عددياً، أو بكثرة الأتِّباع أيضاً، وإنما هي بالاتباع لا بالأتباع، أدعو إلى الله على بصيرة، وبالحكمة، كما في قوله: ((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ))[النحل:125].